ورأى السيّد علي فضل الله، خلال خطبة الجمعة التي ألقاها من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع)، في الضاحية الجنوبية ببيروت أن لبنان الّذي يهتزّ جنوباً بالصّواريخ المجهولة المصدر والأهداف، ورسائل العدوّ وتهديداته المستمرّة، "يحتاج إلى وحدةٍ داخليّةٍ حقيقيّةٍ وراسخةٍ تؤسّس لمواجهة المرحلة المقبلة، وترتفع فيها المواقف إلى مستوى الخطورة الّتي يستشعرها الجميع حيال ما هو قادم من تطوّرات".
وأوضح السيد فضل الله أنّ "الحوار الدّاخليّ هو السّبيل لإزالة التوتّرات، لا الحديث على المنابر ووسائل الإعلام"، ودعا الحكومة إلى أن "لا تختفي وراء السّجالات أو وراء دخان الكلمات والمواقف الّتي إنطلقت من هنا وهناك، بل أن تكون عنصراً فاعلاً في الإسهام بتعزيز وحدة اللّبنانيّين، وإشعارهم بأنّ الدّولة للجميع، وأن تتحمّل مسؤوليّتها كاملةً في توفير الأجواء الاجتماعيّة والاقتصاديّة الملائمة أيضاً، ليُعطى المواطن حقّه في مسألة تصحيح الأجور، لا أن تبقى المسألة في دائرة المراوحة بين حقوق ضائعة في مدى زمنيّ يستمرّ، وزيادة أكلتها الأسعار المتصاعدة قبل أن تولد، وأزمات سياسيّة تتبعها أزمات اقتصاديّة واجتماعيّة متلاحقة".
من جهته، أعلن المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في خطبة الجمعة التي القاها بمسجد الإمام الحسين (ع) في منطقة برج البراجنة، "اننا نشعر بشيء من الإحباط بل بإحباط كبير عندما نحاول التطرق إلى الأوضاع في المنطقة وبخاصة في لبنان"، متسائلا "متى الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي؟ متى نشعر جميعاً نحن في هذا البلد بالاطمئنان؟ متى يصبح اللبنانيون جميعاً بكل فئاتهم وولاءاتهم وانتماءاتهم يدركون بأنهم مجبورون على العيش معاً، وأن لا خيار لهم ولا لأي فريق، إسلامياً كان أم مسيحياً، بأن ينسحب من الشراكة الوطنية، كما لا يحق لأي كان بأن يمارس دوراً، سراً أو جهراً، على إضعاف شراكة مفروضة على اللبنانيين قبلوا بذلك أم رفضوا والعمل على زعزعتها تحت أي عنوان كان".
وأكد أن "هناك وجهتي نظر في البلد، وجهة تقول بالمقاومة وقد نجحت هذه الوجهة إلى حد كبير بل هي الوجهة الصحيحة والصائبة والمجدية التي تحمي لبنان وتحمي اللبنانيين، ووجهة أخرى ترى العكس، ولأصحاب هذه الوجهة نقول بكل محبة وبكل أخوة من يريد المقاومة لا بل من يريد مشاركة وطنية حقيقية فليقاوم وليدعم المقاومة، أما من لا يريد المقاومة فليصمت وليترك المقاومة تعمل وتتهيأ وتتحضر، لاسيما في ظل هذه الظروف الدقيقة والصعبة التي ترخي بظلالها على المنطقة.
وشدد المفتي قبلان على ان موضوع المقاومة يجب أن لا يبقى موضوع سجاليا وبابا من أبواب التحدي، وطالب الحكومة بالمسارعة في إصلاح الشأن القضائي وإخراجه من لعبة التجاذبات السياسية وعدم جعله ورقة للابتزاز والمساومات، مستنكرا "ما صدر مؤخراً من أحكام قضائية قضت بالإفراج عن عملاء معروفين بعمالتهم للعدو الصهيوني".
وختم بالقول "إن بناء البلد لا يكون بالتقاسم والانقسام، إنما بشبك الأيدي وتعاضد الجميع وتعاونهم على قيامة ربيع لبناني حقيقي يصلح ما أفسدته سياسة التحدي والكيد، وينقذ لبنان ويبعده عن لعبة المحاور، ويحمي ساحته من رياح عاصفة ومزلزلة لا يسلم منها أحد".
بدوره، رأى الشيخ عفيف النابلسي، خلال خطبة الجمعة التي ألقاها في مجمع السيدة الزهراء (ع) في مدينة صيدا، "ان لبنان يدخل بفعل البيئة السياسية الموجودة فيه في صعوبات اجتماعية ومعيشية كبيرة مما ينذر بكوارث جسيمة فيما لو استمر هذا الواقع على حاله من التردي"، ولاحظ ان "الزعماء والنافذين والأثرياء يتمرغون في النعم ويستنزفون جهود العمال وصغار الكسبة والمعلمين والمزارعين الذين ينتظرون وعودا مع كل حكومة من الحكومات، لكن لا حياة لمن تنادي؟".
وتساءل النابلسي، "لماذا على الفقير أن يضحي لوحده من أجل الدولة ومن أجل المالية العامة ولا يكون للمسؤولين والكبار والأغنياء نصيب في دعم الدولة والاستقرار الاجتماعي والتوازن المالي"، داعيا "الشعب أن يثور على منظومة الفساد التي يتزعمها سياسيون ورأسماليون، وإلا فستبقى حال الكهرباء والماء والمعلم والمزارع والعامل على هذا النحو من التردي"، ومؤكدا ان "من حق المواطن ان يتظاهر لانه ما زال يعيش في دولة بدائية".
من جهة ثانية، لفت الشيخ النابلسي إلى "اننا نرقب بعيون مفتوحة أحد أهم التطورات في هذه المرحلة وهو الانسحاب الأميركي من العراق، ونتوقع بانسحابه أن تتراجع قوى الهيمنة والاستغلال والتضليل في المنطقة وأن تتقدم قوى الخير والمقاومة نحو الواجهة لصياغة واقع جديد يقوم على الحرية والعدالة"، مؤكداً ان "إنزال علم المحتل ورفع علم العراق إنجاز كبير لشعب العراق ولمقاومته"./انتهى/
رمز الخبر 1485016
تعليقك